أرشيف

توجه لتحويل الحراك السلمي الجنوبي لحزب ينضوي الجونيين تحت لواءه

محمد غزوان: أٌقر باعوم في بيانه بأسم المجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب إلى الفصل في مسألة شائكة كانت تثير التساؤلات والتوجس في طموحات قيادات وعناصر المجلس الحراكي لتحرير الجنوب تتعلق بعملية العضوية بالحزب حيث تمخض البيان بصفة الأمر على جميع قيادات وقواعد الحراك السلمي لتحرير الجنوب تقديم استقالاتهم من الأحزاب التي ينتسبون إليها حيث لا يجوز جمع العضوية في الحراك وحزب آخر.
 
وأقر باعوم ذلك القرار الذي أعتقد الكثير أنه قرار فردي بينما الحقيقة ذلك القرار كان ضمن إجماع تشاوري وكذلك تضمنه مشروع علي سالم البيض الذي بشر به باعوم بعد الإفراج عنه من سجن إب. في يوم 9 يناير أقر باعوم الذي تم تفويضه من قبل قيادات التوجه السياسي لتحرير الجنوب لحل خلافاتهم وتقبل ما سيحكم أو سيوجه به وما تم إتخاذه من قرارات أخرى مثل توسيع القيادة العليا للحراك وتشكيل لجنة لقيادات ميدانية ولجنة أخرى لتلمس مشاكل تعدد مسميات التحرير الجنوبي وتمثيل كافة المحافظات الجنوبية بنسب متفق عليها كل تلك القرارات التي حملت الهوية الباعومية تحولت إلى أشبه بلائحة تنفيذية لمشروع البيض أو غيره وأستمدت شرعية تلك اللأئحة من التفويض المطلق الذي أولته كافة القيادات للحركات الجنوبية لباعوم كمناضل قد يستحق التقدير منهم.
 
الأمر لا يتوقف عند هذا الحد فقد قال العرب قديماً البعرة تدل على البعير والأثر يدل على المسير فكافت القرارات التي اتخذت تفسر بالمفهوم السياسي أن المجلس الأعلى للحراك السلمي الجنوبي سوف يتحول إلى حزب وممثل شرعي لأبناء الجنوب من أجل تحرير الجنوب وسحب البساط ليس من تحت قدم الحزب الاشتراكي اليمني بمفرده بل حتى من شرعية تواجد بعض المسؤولين الذين يتنبئون مناصب عليا بأسم الجنوب.
 وهذه ستعتبر الخطوة الأولى في أن تنحصر الهوية السياسية لشعب الجنوب في الحراك السلمي لتحرير الجنوب ونسبة التجاوب مع ما ستدعو إليه الحراك ستصل إلى 70% حسب مراقبين محايدين ربما أن الحزب الاشتراكي سيخسر كثيراً ولكن بإمكان قيادته أن تجد لنفسها أماكن في الحراك ليفاجئ الحزب الأشتراكي بالإنقراض وحل نفسه بعد كفاح شاق دام واحد وعشرون عاماً من عمر الوحدة التي طالب الحزب بها وصنعها وحققها فتحولت الوحدة إلى القطة التي أكلت اولادها، بعد إن عادت على صانعها وفارضها بالكسر والتحطيم إبتداء من التصفيات الجسدية ثم الإزاحة من المشاركة بتهمة الإنفصال والتخوين وسحب بساط الخطاب السياسي الوحدوي من تحت قدمه ليداس بأقدام تحمل شعار الوحدة وتحقد عليها ثم بأستقطاب قيادتها إلى أحزاب أخرى ومحاصرته والتضييق عليه حتى غدى عشقه لوحدة ذنب يذم عليه من قبل الشعب الذي مثله حتى جاء الحراك الذي ركب موجة الظلم والتعسف والنهب التي مارسته السلطة ضد أبناء الجنوب لينقذهم من بلاء يصعب الصبر عليه من قبل أبناء الجنوب الذين أحيط بكبارهم الإحباط والندم على عمر طويل عاشوا فيه يهتفون للثورة والوحدة واليمن في نشيد وطني أصروا أن يكون شمالي الهاجس وجنوبي الهتاف كل صباح ” وسيبقى نبض قلبي يمنيا.. لن ترى الدنيا على أرضي وصيا” ولكن فرض عليهم الف وصي. 

كما أفادت مصادر خاصة حسب استطلاع محلي أخذ بعض الأراء أن الحراك الجنوبي لتحرير الجنوب كممثل لأبناء الجنوب مرًحباً به وأن أغلبية ساحقة تؤيد تحرير الجنوب والإنفكاك من ربط المصير بالشمال الذي لا يطمح إلى أي تغيير بل أن العديد من أبناء الجنوب يتنصلون حتى من الهوية اليمنية منقلبين على ثقافة الثورة الأكتوبرية جراء عمق الجرح والنفق المظلم للأزمات المتلاحقة التي تسير بأتجاه السلطة الحاكمة.
 
وأكدت مصادر مطلعة أن المرحلة التالية بعد الأصطفاف السياسي الحراكي وتصفية الأحزاب من العضوية الجنوبية سيكون النداء التالي بعد نجاح المرحلة الدعوة للإنسحاب من وزارة الداخلية والدفاع لكافة المنتسبين من أبناء الجنوب في اطارها حتى لا يقتُل الجنوبي جنوبي ثم ستليها أنسحاب كافة موظفي الحكومة في الدوائر المدنية الحكومية كافة.
 
وعن القنوات التي يتلقى الحراك الجنوبي لتحرير الجنوب الدعم المادي وخاصة لما تحتاجة اللجنة الخاصة بالقيادات الميدانية التي تستلزم تنظيم الفعاليات والحشد لها وكذلك توفير التعويضات المعقولة التي سيفقدها من سيقومون بتقديم استقالاتهم من أحزابهم ، كما أوضحت المصادر أن هناك تبرعات مالية من رجال اعمال جنوبيين أغلبهم في السعودية.
 
وتشير المعلومات أن كل عناصر وقواعد الحراك والقاعدة الشعبية الجنوبية لم يعد يهمها أمر من أين يحصل الحراك على الدعم بقدر ما يهمها التغيير وفك الإرتباط والاستقرار والأمان بعيداً عن الشمال الذي يعشق الغدر حتى الغدر نفسه يشمئز من ذلك العشق هذا حسب تعبير القاعدة الشعبية المناصرة للحراك الجنوبي لتحرير الجنوب.

زر الذهاب إلى الأعلى